وفق دراسة جامعة بمشاركة 17 دولة
تراكم الدهون يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب
القاهرة - منال علي
بصرف النظر عن مكان تجمع الدهون بالجسم، فالشخص البدين يواجه احتمالات أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة، كما تقول دراسة إنكليزية حديثة.
وتخالف هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة تؤكد أن الأشخاص الذين تشابه أجسامهم شكل التفاحة، وذلك لتجمع الدهون بكثرة بالمنطقة الوسطي من أجسامهم، هم الأكثر عرضة لأمراض القلب عمن تتجمع الدهون لديهم عند منطقة الأرداف مثلاً.
وصرح د. إيمانويل دي أنجلانطونيو، المحاضر بجامعة كامبريدج بإنكلترا، قائلاً إن "الأمر ليس كذلك، فعندما يتعلق الأمر بالسمنة فإن الدهون الزائدة لا يمكن أن تعد دهوناً حميدة بغض النظر عن أماكن تجمعها، فإذا كنت شخص بدين فأنت تواجه مخاطر الإصابة بأمراض القلب دون شك".
وقد وجدت الدراسة أن معايير قياس الدهون، مثل كتلة الجسم إلي الطول ومحيط الخصر ونسبة الخصر إلي الأرداف، لا يعتد بها في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد رأت الدراسة أنه من الأفضل هنا التعويل على قياسات الكولسترول في الدم وقراءات ضغط الدم.
"بينما يبقي مستوي الدهون عامل خطورة مهم لأمراض القلب، إلا أن الأطباء الذين يحاولون التنبؤ بمخاطر أمراض الأوعية الدموية بالقلب لبعض المرضي فيكفيهم البحث في نسب الكولسترول وضغط الدم والسكر والتدخين، بغض النظر عن مستوي الدهون لدي الشخص"، بحسب ما صرح دي أنجلانطونيو في التقرير الذي نشر مؤخراً بجريدة لانسيت الطبية.
وقد شارك في هذه الدراسة ما يقرب من 200 عالم يمثلون 17 دولة في جامعة كامبريدج. وقد قام الباحثون بتحليل بيانات من 58 دراسة أجريت على أكثر من 222,000 رجل وامرأة في 17 دولة حول العالم، بهدف التنبؤ بعوامل الخطورة لأمراض القلب المختلفة.
عند بدء الدراسة لم يكن أي من المشاركين من أفراد العينة لهم تاريخ مع أمراض القلب. وقد تضمنت بيانات معظم الأشخاص كتلة الجسم, ومحيط الخصر ونسبة الخصر للأرداف والعمر والنوع وتجاربهم مع التدخين وقراءات ضغط الدم والسكر وقياسات الكولسترول. وقد تم عمل تقييم لزيادة الدهون عند ما يقرب من 64.000 شخص من أفراد العينة لعدة سنوات.
بعد حوالي عقد من الزمان أصيب أكثر من 14.000 من أفراد العينة بأزمات قلبية أو سكتة.
وقد خلصت الدراسة إلي أن البدانة تزيد من مخاطر أمراض القلب، إلا أن الأشخاص الذين تتجمع الدهون لديهم في منطقة البطن لا يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب عن الأشخاص الذين تتراكم لديهم الدهون في مناطق أخري من الجسم. كما وجد الباحثون أن متابعة ضغط الدم ومستوي الكولسترول ومرض البول السكري يعد من أفضل الطرق لتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
إلا أن فريق البحث عاد ليؤكد خطورة السمنة عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب. فالوزن الزائد كما يقولون يبقي أحد المتهمين الأساسيين في تدهور الحالة الصحية للشخص لتأهله للإصابة بأمراض الأوعية الدموية بالقلب.
لهذا يقترح الباحثون أن تظل حسابات الوزن ومحيط الخصر وكتلة الجسم محل اهتمام لأن صورة المريض التي يكونوها يمكن أن تساعد المختصين في وضع نظام غذائي أفضل وأسلوب حياة يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
في مقالة مصاحبة لنتائج الدراسة بجريدة "لانسيت" كتب د. والتر ويليت يؤكد على أهمية قياسات كتلة الجسم كإشارة تحذيرية مبدئية خاصة بين المراهقين والأشخاص في متوسط العمر والذين قد لا يعانون أي إشارات أخري واضحة تزيد من مخاطر أمراض القلب.
"ليس مفاجأة أن مقاييس توزيع الدهون مثل محيط الخصر لا يساعد بشكل كبير على التنبؤ بأمراض القلب.. إلا أن السمنة بشكل عام تبقي محل اهتمام خاصة أن العوامل التي ثبت أهميتها في تقييم مخاطر أمراض القلب مثل الضغط العالي وزيادة الكولسترول في الدم هي نفسها ناتج سلبي للوزن الزائد," كتب د. ويليت أستاذ التغذية بكلية طب جامعة هارفارد.