دشنت السلطات السعودية يوم الجمعة مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي يربط مناطق منى والمزدلفة وعرفات مرورا بجسر الجمرات بتكلفة بلغت 1.8 مليار دولار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن " قطار المشاعر المقدسة سينطلق في أولى رحلاته بين المشاعر المقدسة (منى ومزدلفة فعرفات) مرورا بجسر الجمرات، بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 حاج".
ويسمح المشروع الذي تبلغ كلفته 1.8 مليار دولار بنقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات فقط، ويؤدي الحجاج ركن الحج الأساسي يوم الاثنين المقبل وهو الوقوف بصعيد عرفة، كما وسيربط القطار الآلي المكون من عشرين قاطرة بين عرفات ومزدلفة نزولا إلى جسر الجمرات ذهابا وإيابا.
وينقل القطار الحجاج عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة، وهو يسير على سكةٍ طولها عشرين كيلو مترا، تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض.
ويقف قطار المشاعر في (9) محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر، حيث يوجد في كل مشعر ثلاث محطات اختياريه يبلغ طول الواحدة منها "300" متر، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية ، كما تضم تلك المحطات ساحات للانتظار بقدرة استيعابية تقدر بـ"3000" حاج.
ويسهم قطار المشاعر في الاستغناء عن دخول 30 ألف سيارة إلى شبكة الطرق الداخلية وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما يخفف الضغط على شبكة الطرق ويسهم في حل مشكلة ازدحام السيارات في المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي الشريف.
وحددت سرعة القطار ب / 120 / كيلومترا في الساعة، وبالتالي يصل زمن التقاطر ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق، ويمكن أن تقل إلى دقيقة ونصف الدقيقة، ويتوقف ذلك على سرعة حركة الركاب في الركوب والنزول من العربات.
ويقتصر ركوب القطار في هذه المرحلة على حجاج الداخل من سعوديين ومقيمين بالإضافة إلى الحجاج القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، فيما سيسمح لباقي الحجاج إن أرادوا أن يستخدموا القطار خلال أيام التشريق الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى الثلاثاء المقبل من محطات مزدلفة ومنى إلى الجمرات ذهابا وإيابا مقابل مائة ريال سعودي( نحو ثلاثين دولارا).
وكانت مواسم حج سابقة شهدت حوادث تدافع أسفرت عن مقتل المئات، خصوصا على جسر الجمرات في منى، فقد قتل نحو 364 حاجا عام 2006 في حادث تدافع بينما قتل 251 آخرون عام 2004 في حادثة مشابهة،على أن أكبر حصيلة في الخسائر البشرية في موسم الحج كانت في عام 1990 عندما قتل 1426 شخصا في تدافع داخل نفق في منى.
ويأتي مشروع قطار المشاعر ضمن سلسلة من الإصلاحات والتوسعيات التي أقدمت عليها سلطات الحج لضمان عدم تكرار تلك الحوادث، فبعد تفكيك جسر الجمرات أعيد بناءه حيث بات اليوم مكونا من خمسة طوابق سيشرع العمل بثلاثة منها في هذا الموسم، كما زودت منطقة محيط الجسر بمهبط للطائرات المروحية لتسهيل نقل المصابين في حال وقوع طوارئ.